
أعرب رئيس مجلس السيادة اليمني، رشاد العليمي، عن تقديره لدعم مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لليمنيين المقيمين على أراضيها، مشيداً بالتسهيلات الأخيرة التي قدمتها القاهرة لأبناء الجالية اليمنية والمرضى الباحثين عن العلاج.
وفي كلمته التي ألقاها اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد، أكد العليمي أن اليمن وشعبه العريق سيظلان متمسكين بثوابت الأمة العربية رغم ويلات الحرب والجراح العميقة، مشيراً إلى أن اليمن سيبقى على الدوام عمقاً أصيلاً وسنداً مخلصاً لقضايا أمته، وشريكاً فاعلاً في الحفاظ على الأمن القومي العربي والدفاع عن مصالحه العليا.
وشدد العليمي على أن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ستظل في صلب وجدان الأمة ونبضها الحي، باعتبارها من أكثر القضايا عدالة في التاريخ.
وجدد رئيس مجلس السيادة اليمني موقف بلاده الرافض لأي شكل من أشكال التهجير أو الترحيل أو إعادة التوطين للشعب الفلسطيني، معتبرًا ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مؤكداً أهمية استمرار اللجنة الوزارية العربية في جهودها المخلصة لمواجهة هذه المخططات، وضرورة إلزام إسرائيل بالقرارات الدولية التي ترفض تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف العليمي: نؤكد تمسك الجمهورية اليمنية بخيار السلام العادل والشامل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً إلى دعم المبادرة السعودية والفرنسية لعقد مؤتمر دولي في نيويورك بهدف إحياء حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية دون تأخير.
وأشار إلى أن الظروف الاستثنائية والتحديات التي تواجه منطقتنا العربية تتطلب وقفة صادقة وشجاعة، تبدأ بتحويل قرارات القمم إلى أفعال، والانتقال إلى مرحلة أكثر جدية من التضامن وردع التهديدات الإرهابية المشتركة، حيث تأتي في مقدمة هذه التهديدات التدخلات الخارجية في شؤوننا ومحاولات تمزيق دولنا ومؤسساتها الشرعية عبر جماعات إرهابية مارقة، غلبت فيها مصالح داعميها الضيقة على مصالح أمتنا وأمنها القومي.
وأكد العليمي أن شعب اليمن يخوض منذ عشر سنوات معركة وجودية ضد الحوثيين، وهو مصمم على إسقاط مشروعهم وأجندتهم العابرة للحدود، بعد أن استُنفدت كل الجهود لدفع هذه الجماعة إلى التخلي عن نهجها العنصري والاستجابة للإرادة الشعبية وقرارات الشرعية الدولية.
وجدد العليمي شكره لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، الذي كان له دور بارز في تخفيف المعاناة الإنسانية وتعزيز تماسك المؤسسات الوطنية خلال السنوات الماضية، معبراً عن أمله في أن تخرج هذه القمة بقرارات تعزز صمود اليمن، بما في ذلك التنفيذ الصارم لقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وأن تقود القمة إلى جانب القمة الاقتصادية المتزامنة التي تستضيفها العراق إلى إطلاق مبادرات جماعية لإغاثة شعوبنا المنكوبة بالحروب والنزاعات، ودعم فرص تعافيها الاقتصادي وإعادة بناء مؤسساتها المدمرة، باعتبار ذلك السبيل الأمثل لمكافحة الإرهاب وصناعة السلام المستدام الذي تستحقه شعوبنا جميعاً.
تعليقات