
انطلقت اليوم الاثنين أعمال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين، في إطار التحضير للقمة العربية المرتقبة التي ستُعقد في العاصمة العراقية بغداد بتاريخ 18 مايو الجاري، حيث تتصدر القضايا الحيوية جدول الأعمال.
تتربع القضية الفلسطينية على رأس أولويات القمة العربية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، إلى جانب الانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مما يستدعي تحركًا عربيًا فاعلًا.
تُعنى القمة بمناقشة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية، ورفض أي محاولات للتهجير القسري، إضافة إلى تعزيز الدعم العربي والدولي لإعادة إعمار المناطق المتضررة.
كما ستبحث القمة مستجدات الصراع العربي الإسرائيلي، مع التأكيد على التمسك بالمبادرة العربية للسلام كالإطار الشامل لحل النزاع، والإصرار على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع حماية الوضع القانوني والتاريخي للقدس الشريف وضمان حرية العبادة في مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
تتناول القمة أيضًا ملفات الأمن القومي العربي في ظل التصعيد الإسرائيلي في سوريا ولبنان، والانتهاكات المتكررة للسيادة الوطنية، والتهديدات في البحر الأحمر، وتأثيرها على سلامة الملاحة الدولية، ما يستدعي تعزيز التعاون العربي المشترك.
كما تُناقش القمة سبل تعزيز الأمن القومي العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وبناء القدرات العربية في مجال الأمن السيبراني لمواجهة الهجمات الرقمية العابرة للحدود، بما يضمن حماية المصالح الوطنية.
تتطرق القمة إلى الأوضاع في السودان وسط استمرار المواجهات العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية، إلى جانب متابعة الملف الليبي الذي يشهد جهودًا نحو الاستقرار والتحضير للانتخابات، وكذلك اليمن الذي يمر بمرحلة دقيقة تتطلب حلولًا سياسية شاملة، إضافة إلى التحديات الإنسانية والتنموية في سوريا، مع بحث الملفات العراقية وأمن الطاقة والتجارة في الخليج والممرات الإقليمية الحيوية.
تولي القمة أهمية للعلاقات العربية مع التكتلات الإقليمية والدولية، مع التركيز على تعزيز الشراكة مع الصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وغيرها من التكتلات، بما يعزز موقع الدول العربية في المعادلات الدولية المتغيرة.
بالتوازي مع القمة السياسية، تنعقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، التي تركز على دعم التكامل الاقتصادي العربي، واستكمال مشروع منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وتعزيز مشروعات الربط الكهربائي والنقل، إلى جانب مبادرات تحقيق الأمن الغذائي والمائي.
كما تتناول القمة مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية تحت عنوان “المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي: نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة”، ومشروع دعم وإيواء الأسر النازحة من الأراضي الفلسطينية، والتصدي لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، إلى جانب ملفات تمكين الشباب والمرأة، وتطوير التعليم الفني، والتحول الرقمي، وبناء القدرات السيبرانية، مع التأكيد على حماية التراث الثقافي العربي.
من المتوقع أن تختتم أعمال القمة بإصدار وثيقة “إعلان بغداد”، التي ستجسد الموقف العربي الموحد تجاه القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية المدرجة على جدول الأعمال، وتعكس تطلعات الدول العربية نحو مرحلة جديدة من التضامن والتكامل لمواجهة التحديات الراهنة.
تعليقات