سفير بلجيكا بالقاهرة يشيد بدور مصر والرئيس السيسي في تحقيق استقرار الشرق الأوسط

سفير بلجيكا بالقاهرة يشيد بدور مصر والرئيس السيسي في تحقيق استقرار الشرق الأوسط

– نثمن الدور البارز لمصر بقيادة الرئيس السيسي في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط،
– تشهد مصر تطوراً مذهلاً في بنيتها التحتية وتخطيطها العمراني، والعاصمة الجديدة تمثل نموذجاً واضحاً لهذا التحديث،
– تربطنا بمصر علاقة تاريخية عميقة، ويشهد “البارون امبان” على هذه الروابط، كما تحتل الآثار المصرية مكانة خاصة في وجدان الشعب البلجيكي.

أكد السفير بارت دي جروف عمق العلاقات المصرية البلجيكية، معبراً عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دفع التنمية والتحديث الشامل في كافة القطاعات، إلى جانب جهودها المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.

وفي مقابلة مع الإذاعة المصرية، أوضح السفير البلجيكي أن مصر شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، وبالتالي تعد شريكاً استراتيجياً لبلجيكا، مشيراً إلى أن العلاقات بين مصر وبلجيكا قوية ومتجذرة منذ بداية القرن الماضي، مستشهداً بالمطور المعماري البارون امبان الذي أسس حي مصر الجديدة، والذي كان تجربة ناجحة في تعمير الصحراء المصرية وتوسيع نطاق العمران خارج القاهرة القديمة.

وأضاف أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل نموذجاً متكاملاً ومتطوراً للتنمية العمرانية لمصر المستقبل، مشيداً بعظمة تخطيطها وبتطبيق أحدث المعايير التكنولوجية في إدارة خدماتها.

وأشار إلى الدور الكبير للبعثات الأثرية البلجيكية التي تعمل في مصر منذ عقود، والتي ساهمت في تطور الكشف الأثري منذ بداية القرن العشرين.

تحدث السفير بارت دي جروف عن زيارة الملكة إليزابيث ملكة بلجيكا لمصر عام 1923، وشغفها بالحضارة الفرعونية وزيارتها لمقبرة توت عنخ آمون بعد اكتشافها، مشيراً إلى أن حفيدتها الأميرة إليزابيث ولي العهد كررت الزيارة في 2023 احتفالاً بمرور مئة عام على زيارة جدتها، مما يعكس المكانة الخاصة التي تحتلها مصر في وجدان البلجيكيين.

فيما يخص التعاون الاقتصادي بين البلدين، أكد السفير وجود تعاون كبير يشمل تصدير الفاكهة والخضروات، بالإضافة إلى استثمارات بلجيكية في مجالات صناعة الدواء واللقاحات والطاقة النظيفة، ومعالجة القمامة والمياه، فضلاً عن الشراكة مع شركات مقاولات كبرى تسهم في النهضة العمرانية وإنشاء المتحف المصري الكبير.

وأضاف أن بلجيكا منفتحة على السوق المصري في توفير قطع الغيار والآلات لمصانع النسيج والهيدروجين الأخضر، وأن المستثمر البلجيكي يضع مصر في حساباته الاستثمارية، خاصة بعد التطور المذهل في قطاعات البنية التحتية خلال العقد الماضي، وهو تطور تجاوز كل التوقعات من حيث السرعة والجودة.

وأشاد السفير بالشبكة الحديثة للطرق التي أنشأتها مصر، والتي ساهمت في تطوير قطاع السياحة، مما يسهل تنقل السياح بين منتجعات البحر الأحمر والقاهرة والأقصر وأسوان.

وأكد أن مجالات التعاون السياحي بين مصر وبلجيكا واسعة، مشيراً إلى أن السياح البلجيكيين يعشقون مصر ويزورونها بأعداد كبيرة.

وأضاف أنه يأمل في تحقيق طفرة كبيرة في التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية المصرية ونظيراتها البلجيكية خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن هذا التعاون سيؤدي إلى نتائج مبهرة.

وعبر السفير بارت دي جروف عن سعادته بتواجده في القاهرة، مشيداً بالتطور المستمر في البنية التحتية وشبكات النقل والمواصلات التي تجمع بين عبق التاريخ وروح الحداثة.

وفيما يتعلق بالتوترات العالمية وتعدد بؤر الصراع وتأثيرها على برامج التنمية، تحدث السفير عن تجربة بلاده في مواجهة تحديات كبيرة بعد الثورة البلجيكية عام 1830، وكيف تحولت إلى قوة صناعية في القرن التاسع عشر، رغم معاناتها في الحربين العالميتين، ثم أصبحت لاعباً أساسياً في تأسيس الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، حيث تستضيف بروكسل مقريهما.

وأكد أن مفتاح نجاح الدول في مواجهة المتغيرات الاقتصادية هو تنويع مصادر القوة الاقتصادية، مشيراً إلى تحول بلجيكا من الاعتماد على الصناعات الثقيلة إلى صناعات أكثر تطوراً مثل الدواء والتكنولوجيا، مع الحفاظ على صناعاتها التقليدية مثل تجارة الماس وصناعة الشوكولاتة العريقة.

يُذكر أن السفير البلجيكي لدى القاهرة بارت دي جروف يتمتع بتاريخ دبلوماسي غني، حيث مثل بلاده في فنزويلا ونيجيريا وماليزيا والهند، وشغل منصب سفير في أفغانستان وقطر، وعمل في بروكسل بحلف الناتو، كما شغل منصب سفير متجول في الساحل الأفريقي، وهو حاصل على دكتوراه في التاريخ.