وزير الأوقاف: قانون الفتوى سيصدر قريبًا لمحاسبة المخالفين

وزير الأوقاف: قانون الفتوى سيصدر قريبًا لمحاسبة المخالفين

قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه منذ فترة بالاهتمام بقضية الفتوى، مؤكداً أن هناك وعيًا مجتمعيًا واحتياجًا ملحًا لوجود قانون رادع يردع كل من يتجرأ على الفتوى بما يهدد أمن المصريين وسلامة الوطن، وأضاف أنه تبنى هذه الدعوة ودرسها مع اللجنة الدينية في مجلسي النواب والشيوخ، مع مراجعة القوانين السابقة وصياغة مشروع القانون الجديد.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم الاثنين، برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، وكيل المجلس، حيث ناقش المجلس طلبات مناقشة عامة لاستيضاح سياسة الحكومة في عدة محاور منها “سياسات الدولة في تجديد الخطاب الديني وتعزيز التعاون المؤسسي لنشر الفكر الوسطي وبناء وعي ديني مستنير لدى النشء والشباب”، بالإضافة إلى استيضاح سياسة الحكومة بشأن “مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح في مصر في ظل التطورات العالمية المتسارعة”، وأيضًا دور الوقف الخيري في دعم المؤسسات العامة وتحقيق التنمية المجتمعية المتكاملة.

وأوضح وزير الأوقاف أن مشروع القانون يمر بالإجراءات المعتادة حيث تم عرضه على مجلس الوزراء وأرسله إلى مجلس النواب، وبدأت اللجنة الدينية في مجلس النواب مناقشته لدخوله المرحلة النهائية، مشيرًا إلى وجود مستويين للفتوى، الأول يتعلق بالشأن العام للمصريين ويختص به هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ودار الإفتاء، والثاني يتعلق بالفتاوى الجزئية التي يقوم بها أئمة وخطباء الأوقاف في المساجد على مستوى الجمهورية، مؤكداً أن الشؤون الكبرى تبقى من اختصاص هيئة كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية، وختم بأن القانون سيشهد النور قريبًا.

وفيما يخص تجديد الخطاب الديني، أكد الأزهري أن الوضع الدولي حساس وتوجد ساحات مختلفة للتطرف، مشددًا على أهمية حماية الداخل المصري والشعب المصري والوطن، وبيّن أن الهدف هو إيصال الرؤية المصرية لتجديد الخطاب الديني إلى العالم، مشيرًا إلى زيارته روسيا وماليزيا وتوقيع مذكرة تفاهم مع ماليزيا لضمان نشر هذه الرؤية على نطاق أوسع.

وأضاف أن تجديد الخطاب الديني لا يمس الثوابت الدينية، بل يركز على المقاصد الشرعية التي تشمل حفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال، موضحًا أن حماية النفس من كل أشكال العدوان ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعليم والبحث العلمي، هي من جوهر هذه المقاصد، كما أشار إلى أن الإسلام والمسيحية يشتركان في حماية النفس والعرض والمال والممتلكات العامة، مما يشكل ركيزة مشتركة بين أبناء الأمة.

كما أوضح أن هناك ملف عمل مشترك بين وزارة الأوقاف ووزارة الموارد المائية والري، حيث تم وضع خطة مشتركة للحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها من خلال الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي.

وأشار وزير الأوقاف إلى أهمية التعامل مع السوشيال ميديا كلغة العصر والميدان الحقيقي للمعركة الفكرية، موضحًا أن عقول الشباب تتعرض لخطر الاختطاف عبر هذه الوسائل، وأن الخطر الأكبر يكمن في السوشيال ميديا، حيث يتسلل المتطرفون إليها، مضيفًا أنهم بدأوا بالتركيز على المحتوى القصير الذي لا يتجاوز 30 ثانية نظرًا لقصر فترة انتباه المتابعين، معتبراً أن مقاطع الريلز هي الحل الأمثل لصياغة المعنى والمضمون بشكل موجز ومقسم على عدة مقاطع، وأشار إلى أن الوزارة نشرت مؤخرًا مقاطع قصيرة على صفحاتها الرسمية تتراوح مدتها بين 26 إلى 30 ثانية، مؤكدًا ضرورة مواجهة هذا التحدي بجدية.