رئيس الوزراء: علاقتنا مع الإمارات أكثر من دبلوماسية واقتصادية، هي روابط أخوية

رئيس الوزراء: علاقتنا مع الإمارات أكثر من دبلوماسية واقتصادية، هي روابط أخوية

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، كلمة خلال توقيع اتفاقية بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي لإنشاء منطقة صناعية ولوجستية، بحضور نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وعدد من الوزراء، ومحافظي السويس وبورسعيد والإسماعيلية، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ورئيس اتحاد الصناعات المصرية.

كما شارك في الحفل من الجانب الإماراتي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومحمد السويدي، وزير الاستثمار بدولة الإمارات، إلى جانب مسؤولي وممثلي مجموعة موانئ أبوظبي.

استهل رئيس الوزراء كلمته بالترحيب بالوزراء والمسؤولين، واصفًا الحدث بالمتميز الذي يمثل محطة بارزة في مسيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن اجتماع اليوم لتدشين مشروع “كيزاد شرق بورسعيد” يعكس روح الشراكة الفاعلة بين البلدين، ويجسد تطور العلاقات في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن العلاقات بين مصر والإمارات تتجاوز الأطر الدبلوماسية والاقتصادية لتكون روابط أخوية راسخة بين الشعبين والقيادتين، تقوم على التقدير والاحترام المتبادل، وتعززها مواقف تاريخية مشتركة، وتترجمها اليوم مشروعات استراتيجية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة لشعبي البلدين.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى التطور الملحوظ في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الإمارات شريكًا استثماريًا رئيسيًا في مختلف القطاعات مثل البنية التحتية، الصناعة، الخدمات اللوجستية، والمشروعات التنموية، مؤكدًا أن حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات بلغ نحو 6 مليارات دولار في العام الماضي، وأن التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي يعكس الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة نحو مستقبل اقتصادي مزدهر.

وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون البناء مع مجموعة موانئ أبوظبي الذي أثمر عن العديد من الاتفاقيات والمشروعات التنموية، مشيرًا إلى أن مشروع “كيزاد شرق بورسعيد” يعد أبرز هذه المشروعات، حيث يتم إطلاقه في منطقة شرق بورسعيد الصناعية المتكاملة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ليكون منصة صناعية على مساحة 20 مليون متر مربع تخدم حركة التجارة بين الشرق والغرب، وتعزز التصنيع والخدمات اللوجستية، مستفيدًا من خبرة مجموعة موانئ أبوظبي في تطوير وإدارة المناطق الاقتصادية، والإمكانات المتميزة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأكد رئيس الوزراء أن النمو المتزايد في حجم وتنوع الاستثمارات الإماراتية يعكس ثقة الجانب الإماراتي في مناخ الاستثمار المصري، والجهود المستمرة للحكومة لتحسين هذا المناخ من خلال مراجعة السياسات المالية والضريبية، وتنفيذ مشروعات قومية كبرى في مجالات الطرق والكباري والأنفاق، والمطارات والموانئ، مشيرًا إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء شبكة متكاملة من الطرق والأنفاق لربط شرق قناة السويس بغربها، لتحقيق التنمية في محور قناة السويس الذي يمتلك أهمية استراتيجية لخدمة حركة التجارة العالمية.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت خلال السنوات الأخيرة أحد أبرز أذرع التنمية الاقتصادية في مصر، ووجهة جذب للاستثمارات العالمية، مقدمة نموذجًا ناجحًا للتعاون الاقتصادي الدولي من أجل التنمية، معتمدة على بنية تحتية متطورة، موقع جغرافي فريد، ورؤية استراتيجية واضحة، وقد نجحت في جذب استثمارات ضخمة وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب، إلى جانب دعم إحلال الواردات وتوطين الصناعات الاستراتيجية محليًا.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن المنطقة الاقتصادية دعمت سلاسل الإمداد وساهمت في حركة التجارة، ووفرت مناطق تصنيع قادرة على الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، من خلال أربع مناطق صناعية متنوعة تستضيف مختلف القطاعات الصناعية والخدمية، وستة موانئ بحرية مجهزة تخضع لتطوير مستمر، مؤكداً أن مشروع “كيزاد شرق بورسعيد” سيشكل إضافة نوعية للمنطقة الاقتصادية ويعزز تنافسيتها دوليًا، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات التصنيع والتصدير والخدمات، كما يوفر فرص جذب المزيد من المستثمرين إلى موقع استراتيجي على المدخل الشمالي لأحد أهم الممرات الملاحية العالمية.

واختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بشكر الأشقاء في دولة الإمارات، وعلى رأسهم معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي محمد السويدي، وزير الاستثمار، ومجموعة موانئ أبوظبي على هذه الشراكة الرائدة، مثنيًا على الجهود المخلصة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في إنجاح هذا المشروع وغيره من المشروعات التي تجسد رؤية مصر 2030، داعيًا الله أن يكلل هذه الخطوة بالنجاح ويحقق أهدافها في خدمة التنمية الاقتصادية في مصر.