
تعتبر هندسة المخاطر من التخصصات الحيوية التي تركز على تحديد المخاطر وتقييمها وإيجاد آليات للتخفيف من حدتها قبل أن تتسبب في خسائر. وبالتالي، تسهم هندسة المخاطر في تعزيز السلامة وتقليل حجم المطالبات، وتحسين المرونة في العملية التأمينية بشكل عام، من خلال دمج الخبرات الفنية وتحليلات البيانات والتخطيط الاستراتيجي.
وبخصوص تعريف هندسة المخاطر، أشارت نشرة اتحاد التأمين إلى أن مصطلح هندسة المخاطر ظهر في القرن العشرين، حيث استخدمته الدول المتقدمة لوضع أسس للتصدي لآثار الكوارث التقليدية، مثل الكوارث الطبيعية، والأمراض، وأعطال التكنولوجيا، والكوارث الاجتماعية. وفقًا للتعريفات المعتمدة من الأمم المتحدة والبنك الدولي وأخرى، فإن هندسة المخاطر تمثل الاستخدام المنهجي للمعارف والخبرات الهندسية لتحسين حماية الأرواح البشرية والبيئة والممتلكات، وهو ما يهدف إلى تحقيق أقصى درجات الأمان والتنمية المستدامة للنظام البشري.
لذا، فإن الغرض الأساسي من هندسة المخاطر هو تقليل جميع أنواع الأضرار والخسائر من خلال إدارة مجموعة من المخاطر المستهدفة.
وأكدت نشرة الاتحاد أن المفهوم الأساسي لهندسة المخاطر يعتمد على إدارة المخاطر، ويعالج حل المشكلات بصورة منهجية من خلال دراسة الكوارث الفردية، حيث يتم التعامل مع جميع المخاطر التي تزداد احتمالية حدوثها إلى 0.05 أو أكثر.
تشمل هندسة المخاطر التقييم الشامل للمخاطر المحتملة – مثل الحرائق، والكوارث الطبيعية، والتهديدات الرقمية، أو الأعطال التشغيلية – مع تطبيق مجموعة من التدابير للحد من آثارها.
وعلى عكس التأمين التقليدي الذي يتفاعل مع الخسائر، تتبنى هندسة المخاطر نهجًا استباقيًا من خلال محاولة منع الحوادث عبر:
تقييمات المخاطر
من خلال تقييم المنشآت والعمليات وسلاسل التوريد للكشف عن نقاط الضعف.
استراتيجيات منع الخسائر
مما يستدعي توصية بتنفيذ بروتوكولات السلامة، وأنظمة الحماية من الحرائق، وبرامج الصيانة، وغيرها من الوسائل التي تهدف للوقاية ومنع الخسائر.
اتخاذ قرارات مرتبطة بالبيانات
باستخدام التحليلات للتنبؤ بالمخاطر والوسائل المتاحة للتخفيف منها.
تُعتبر هندسة المخاطر تخصصًا مهمًا، خاصةً للشركات متعددة الجنسيات والمصنعين في مجالات الصناعات عالية الخطورة، حيث يمكن أن يكون للمخاطر المحلية تداعيات على النطاق العالمي.
أهمية هندسة المخاطر
تساعد هندسة المخاطر في تقليل احتمال حدوث مشاكل خطيرة مثل الحرائق والحوادث وتعطيل الأعمال والأعطال في المعدات وإصابات العمال، كما تساهم في خفض تكاليف التشغيل وتعزيز مرونة الشركات في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تساعد هندسة المخاطر على توفير البيانات اللازمة لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة تتماشى مع قدرة الشركة على تحمل المخاطر.
تساعد تقارير هندسة المخاطر شركات التأمين في تنفيذ عمليات الاكتتاب بشكل فعال وكفء، حيث يمكن لمكتبي التأمين استخدام تلك التقارير لوضع أفضل الشروط والتغطيات المناسبة، مما يساهم في تحقيق رضا العميل. وقد بدأت الشركات العالمية في تقديم خدمات هندسة المخاطر كميزة تنافسية تفصلها عن الشركات الأخرى في السوق.
تساعد تقارير هندسة المخاطر على زيادة حجم أقساط التأمين، حيث أن اعتماد شركات التأمين على مثل هذه التقارير يشجعها على قبول مخاطر كانت مترددة في قبولها لعدم توفر البيانات الكافية عنها. ولكن، بواسطة تقارير هندسة المخاطر، تحصل الشركات على فهم شامل ومحكم لملف المخاطر لديها، مما يساعد في تحديد حجم المخاطر المتوقعة ووسائل الوقاية منها.
تطوير وثائق التأمين
تعتبر النتائج والتوصيات التي يقدمها مهندس المخاطر في تقريره ذات أهمية كبيرة في صياغة شروط وأحكام وثائق التأمين. فهي تساعد شركات التأمين على فهم مستوى المخاطر المحتملة، مما يؤثر بدوره على حساب الأقساط وحدود التغطية.
تطوير خطط الاستجابة للطوارئ
أحيانًا يقوم مهندس المخاطر بالمساعدة في تطوير ومراجعة خطط الاستجابة للطوارئ لشركات عملاء التأمين، للتأكد من وجود تدابير كافية للتعامل مع الأزمات المحتملة، مما يساهم في التخفيف أو منع الخسائر المحتملة.
وبذلك، تعتبر وظيفة مهندس المخاطر جوهرية في سد الفجوة بين الجوانب النظرية للتأمين والتحديات العملية لإدارة المخاطر في الظروف الواقعية؛ حيث تساعد شركات التأمين على فهم المخاطر والتقليل من آثارها، مما يؤدي إلى تصميم حلول تأمينية أكثر فعالية وكفاءة.
تعليقات